القائمة

الثالوث:

الله الآب هو مصدر الإلوهية الوحيد، التي لا يمكن الازدواجية فيها. وهو مبدأ ومالك الوحدة بين الثلاثة أقانيم، وهو غير مولود ولم ينبثق من أحد. أما الأقنومان الباقيان (الابن والروح القدس)، المساويان للآب في الجوهر وليس في المصدر أو المبدأ أو الملكية، فيرجع أصلهما للآب ويُحدّدان حسب علاقتهما به.

المسيح الابن عرف مولدين: أزلياً من الآب وزمنياً من العذراء مريم في عهد بيلاطس البنطي. والروح القدس منبثق أزلياً من الآب ومُرسل إلى العالم زمنياً خلال المسيح الابن. فقد قال المسيح: "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي ينبثق من الآب، فهو يشهد لي" (يوحنا ١٥: ٢٦).

طبيعة المسيح:

الرب الفادي يسوع المسيح هو الإله الكلمة المتجسد، له لاهوت كامل وناسوت (إنسان) كامل، طبيعته الإنسانية اتحدت بطبيعته الإلهية (القائمة منذ الأزل) منذ اللحظة الأولى للحبل المقدس في رحم السيدة العذراء، حيث تشكل أقنوم بطبيعتين إلهية وإنسانية. هذا الاتحاد دائم لا ينفصل مطلقا ولا يفترق، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.

ولم يحدث انفصال بين اللاهوت والناسوت في موت السيد المسيح، بل انفصلت نفسه عن جسده ولكن لاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده. وهكذا نفسه وهي متحدة باللاهوت ذهبت إلى الجحيم، لتبشر الراقدين على الرجاء وتفتح لهم باب الفردوس وتدخلهم فيه وبقي جسده في القبر متحداً بلاهوته وفي اليوم الثالث أتت نفسه المتحدة بلاهوته لتتحد بجسده المتحد بلاهوته وهكذا صارت القيامة.